من هي ماريسا بير؟

ماريسا بير Marisa Peer رائدة في مجال العلاج النفسي الحديث، تمكّنت من تطوير علاج نفسي جديد في عالم كان يهيمن عليه الرجال سابقاً. تُعدّ ماريسا بير شخصية بارزة في عالم العلاج النفسي، بسبب تطويرها تقنية علاجية سريعة اطلقت عليها إسم العلاج التحوّلي السريع Rapid Transformational Therapy المعروف بـ RTT، حيث يحصل متلقي العلاج على تغييرات نفسيّة في غضون بضع الجلسات. تقنية ماريسا المبتكرة أحدثت ثورة في عالم العلاج النفسي من حيث سرعتها وفعاليّتها. لم تتوقف ماريسا عند حدود تطبيق تقنيتها على زبائنها فحسب، بل أسست مدرسة العلاج التحولي السريع درّبت فيها ما يزيد عن الـ 17000 معالج. حصدت بير جوائز مرموقة خلال مسيرتها المهنية الممتدة على مدار 30 عاماً. لماريساالعديد من المؤلفات التي حقّقت مبيعات ضخمة.

النشأة والتعليم

ولدت ماريسا بير في نيوكاسل Newcastleالمملكة المتحدة في العام 1957، كان والدها مدير مدرسة، امتاز بتفانيه العميق في مهنته التربوية، كما نجح في أن يكون شخصية مؤثرة في حياة طلابه، الأمر الذي جعله محطّ تقدير في وسطه التعليمي، مما أثّر على ماريسا التي كانت معجبة بأدائه المهني ونجاحه في إلهام الآخرين. أمّا والدتها فقد كانت غارقة في شعور دائم بالعجز زاد عليه علاقتها المتوترة بزوجها، الغائب غالباً عن المنزل بسبب التزاماته العملية. علاقة والديها غيرالمستقرة جعلتها تطرح أسئلة عن طبيعة العلاقات منذ عمر صغير. من الشخصيات التي أثّرت في طفولة ماريسا جدتها التي تعدّها أهم شخصية في حياتها، حيث تقول” جدتي كانت إنسانة رائعة وشخصية محورية في حياتي.” وتتابع: “لقد علمتني أنه
إذا كان لديك شخص واحد يؤمن بك في الحياة، فستكون دائماً بخير. وهذا هو جزء من الدافع الذي جعلني أقرر أن أكون معالجة؛ أردت أن أكون ذلك الشخص الواحد للآخرين.”

بدأت ماريسا دراستها في لندن في كل من كلية ملبورن فيليدج كولدج Melbourn Village College، وكلية كامبريدج
للفنون والتكنولوجياCambridge College of Arts and Technology ، بهدف أن تصبح أخصائية نفسية للأطفال، غير أنها قررت بأن تقوم بنقلة نوعية في حياتها. ففي عمر الخامسة والعشرين انتقلت إلى لوس أنجلوس، حيث عملت كمدربة شخصية في مركز جين فوندا للّياقة Jane Fonda’s Fitness center . وإلى جانب عملها أرادت ماريسا أن تتعمق في عالم التنويم المغناطيسي ، فانتسبت الى معهد تدريب التنويم المغناطيسي في لوس أنجلوس Hypnotism Training Institute of Los Angeles ، حيث حصلت على درجة متقدمة في التنويم المغناطيسي من المعهد المذكور.

وجودها في لوس انجلس سمح لها أن تتدرب على أيدي أبرزالشخصيات في عالم التنويم المغناطيسي، جيل بوين Gil Boyne، الذي كان له أثر بالغ في تشكيل مسار ماريسا المهني. لم تكتفي بير بهذا القدر بل تابعت التعمق في عالم العلاجات البديلة، فأتمت دراسات متقدمة في مجالات الشفاء بالتنويم المغناطيسي، التنويم المغناطيسي المتقدم، التنويم المغناطيسي الطبي، وتحليل الجشطلتGestalt Analysis، كما قضت وقتًا في مركز بريتيكن للحياة المديدة Pritikin Longevity Center الذي أسّسه الرائد الصحي ناثان بريتيكن Nathan Pritikin لدراسة تقنيات مكافحة الشيخوخة، والصحة، والرفاهية المستدامة. في العام 1986 عادت ماريسا إلى لندن لتواصل مسيرتها المهنية وتوسع معرفتها في هذا المجال.

مساهمتها في علم النفس
تكمن قوة العلاج التحولي السريع (RTT) الذي ابتكرته ماريسا بير، على اعتماده نهجاً علاجيًا مغايراً للعلاجات النفسية التقليدية، حيث انه يتناول الماضي والحاضر والمستقبل في آنٍ معاً. لا يتطلب العلاج قضاء جلسات في الحديث عن التجارب السابقة، بل يعتمد على المسار التالي: أولاً يركّز على تحليل ما حدث في الماضي ، ثانياً يبحث في الأسباب التي جعلت هذه الأحداث تؤثرعلى الحاضر، ثالثاً يعمل على تغيير تلك التأثيرات، وبهذا يكون قد طال المستقبل.

بالاضافة الى اعتماد هذه المنهجية المبتكرة، فان التقنيات العلاجية المعتمدة في الجلسة من تنويم مغناطيسي، البرمجة اللغوية العصبيةNLP Neuro-Linguistic Programming- ، Cognitive Behavioral Therapy -CBT، جعلته سريعًا ويمتلك قوة هائلة في تحقيق التغيير.
منذ عام 1997 دخلت ماريسا عالم الكتابة، ولاقت مؤلفاتها رواجاً وحققت مبيعات هائلة، ومؤلفاتها هي التالية:

Forever Young شاب الى الأبد (1997)
You Can Be Thin يمكنك أن تكون نحيفًا (2008)
Ultimate Confidence الثقة المطلقة (نُشرت في عام 2009)
Trying To Get Pregnant محاولة الحمل (نُشرت في عام 2012)
You Can Be Younger يمكنك أن تكون أصغر (نُشرت في عام 2014)
I Am Enough أنا مكتف (نُشرت في عام 2018)
Tell Yourself a Better Lie قل لنفسك كذبة أفضل (نُشرت في عام 2022)

الانتقادات والإرث
بالرغم من أن العلاج التحولي السريع يمزج بين التنويم المغناطيسي Hypnotherapy والعلاج المعرفي السلوكي CBT Cognitive Behavioral Therapy والمرونة العصبية Neuroplasticityوالعلاج النفسي Psychotherapy (بهدف التركيز على كشف وإعادة تشكيل المعتقدات المحدودة التي ترسخت في الطفولة أو في اللحظات الصادمة في الحياة لإعادة برمجة الدماغ نحو النجاح من خلال الوصول إلى جذور المشكلة، والذي يوصل الى نتائج ناجحة في العديد من الحالات النفسية)، غير أن هناك جدل بين الدارسين إذا ما كانت تقنية العلاج التحولي السريع تعتبر علاجاً مستقلاً.

لماذا هي مهمة؟
تكمن اهمية ماريسا بير كونها واحدة من أبرز الشخصيات في مجالات التحفيز، حيث تجمع بين التميز كمتحدثة تحفيزية، مدربة في العلاج التحولي السريع، ومعالجة ، بالإضافة إلى كونها مؤلفة لكتب حققت نجاحًا هائلًا في قوائم الكتب الأكثر مبيعًا.

عن كاتبة المقال

كتبت المقالة من قبل د. سمر زيادة معالجة معتمدة بالعلاج التحولي السريع.
لقد جذبني عالم اللاوعي منذ دراستي مادة علم النفس في الصف الثانوي الثاني. إنّ احترافي الفن وحصولي على دكتوراه في الفن وعلوم الفن لم يبعداني عن شغفي لاكتشاف اللاوعي الانساني، بل رحت أغوص أكثر في الجانب الإبداعي الذي يحركه اللاوعي إنّ استيقاظ بعض صدمات الطفولة لدي دفع بي لفهم اللاوعي من الجانب العلاجي، فدرست العلاج التحولي السريع وأصبحت معالجة معتمدة فيه ومعالجة بالتنويم الايحائي العلاجي إنّ فهمي المعمّق للعقل الإنساني واللاوعي انعكسا في أعمالي الفنية التي تحمل رسائل موجهة للمتلقي، حيث تحفّزه على كسر أنماطه العقلية التي ما عادت تفيده وعلى التواصل مع ذاته
الأصلية.