يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي للحصول على تجربة أفضل.

ما هو التنويم الإيحائي العلاجي؟

يعدّ التنويّم الإيحائي العلاجي Hypnotherapy أحد أساليب العلاج النفسي، الذي يعتمد على تقنيّة التنويم المغناطيسي لمعالجة بعض الحالات الصّحية، والنفسية، والجسدية، كما يمكن استخدامه لتغيير العادات غير المرغوب بها.
يهدف التنويم الإيحائي العلاجي إلى تحقيق انسجام أكبر بين النوايا الواعية والدوافع اللاواعية، فهو يجمع بين العلاج بالحوار والتنويم الإيحائي العلاجي للمساعدة في سد الفجوة بين الوضع الحالي لمتلقي العلاج والنتيجة المثلى التي يطّمح إليها.

 

الأصول والفلسفة

 

لا يمكن الحديث عن أصول التنويم الإيحائي العلاجي دون العودة الى القرن الثامن عشرمع فرانزمسمر Franz Mesmer، وهو أول من استخدم هذه التقنية لعلاج المرضى في فيينا وباريس، وقد أُطلق على منهجه اسم “المسمَرية” Mesmeris ، وكان يؤمن بأن التنويم المغناطيسي يعتمد على قوة غامضة تُعرف بـ”المغناطيسية الحيوانية”، التي تتدفق من المنوِّم إلى الخاضع للتنويم. ورغم تعرّضه للإنتقاد، إلاّ أن أسلوبه أثار اهتمام الأطباء الذين جاؤوا من بعده. ففي منتصف القرن التاسع عشر، درس الطبيب الإنجليزي جيمس بريد James Braid التنويم المغناطيسي وصاغ مصطلحي “التنويم” و”التنويم المغناطيسي”، مستلهماً إيّاهما من إسم الإله اليوناني للنوم “هيبنوس” Hypnos. كما أبدى سيغموند فرويد Sigmund Freud اهتماماً بهذه التقنية لإمكانياتها العلاجية في حالات الاضطرابات العصبية، وقد طوّر نظامه الخاص في التحليل النفسّي، مستخدماً التنويم لمساعدة المرضى على إستعادة ذكريات مؤلمة ومنّسية، مما شكّل الأساس لما يُعرف اليوم بإسم إسترجاع الذكريات.Regression

يحظى التنويّم الإيحائي العلاجي اليوم باعتراف رسمي من قبل العديد من الهيئات الطبية والنفسية حول العالم، وأصبح أداة فعّالة في العديد من المجالات النفسية والصحّية .

 

كيف يعمل

 

تتكون جلسة التنويّم الإيحائي العلاجي من أربع مراحل،

  • المرحلة الأولى تعرف بالاستهلال أوالاستدخال Induction، حيث يقدّم المعالج إقتراحات تساعد متلقّي العلاج على التركيز والاسترخاء، بهدف تحفيز موجات الدماغ “ثيتا”
  • ومع دخول متلقي العلاج في حالة من الاسترخاء ينتقل المعالج الى المرحلة الثانية، وهي التعمّق Deepening كما يدلّ اسمها، يهدف فيها المعالج الى تغميق مستوى الاسترخاء.
  • تليها مرحلة الإيحاءات أو الاقتراحات suggestions، حيث يبدأ المعالج تقديم اقتراحات تساعد المتلقي على تغيير نظرته للأمور بطرق إيجابية ومفيدة،
  • وأخيراً تأتي مرحلة الاستيقاظ Emergenceحيث يعود متلقي العلاج الى وعيه الكامل.

 

الفوائد و الأدلة

 

أظهرت الأبحاث أن التنويّم الإيحائي العلاجي يساهم في تحسين الحالات النفسية التالية:

  • اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.
  • الإكتئاب.
  • القلق
  • الأرق.
  • إضطرابات تناول الطعام.
  • الإضطرابات الوظيفية، مثل متلازمة القولون العصبي IBS وآلام الظهر ذات الأبعاد النفسية.
  • تحسين الذاكرة لدى الأشخاص الذين عانوا من إصابات دماغية.
  • أعراض إنقطاع الطمس.
  • الأمراض الجلدية.
  • الإدمان.
  • فقدان الوزن.

 

لمن تناسب

 

يمكن لأي شخص الخضوع الى جلسات التنويّم الإيحائي العلاجي، لا سيّما أولئك الذين يبدون الإنفتاح على التجربة واستعداداً للاسترخاء، ممّا يسمح لهم بالوصول إلى حالة من الاسترخاء العميق وزيادة القابلية للإيحاء.

يعتمد التنويّم الإيحائي العلاجي على قوة العقل الباطن في تعزيز التغيير الإيجابي. فمن خلال إحداث حالة من الاسترخاء العميق، يمكن معالجة العديد من الاضطرابات النفسية والعاطفية والجسدية، كما يساعد في تعديل أنماط التفكير، والتقليل من التوتّر، وتعزيز آليات التكيّف، ممّا يجعله أداة فعالة ومتعدّدة الإستخدام في مجالي الصحة النفسية والطب.

 

الوصول اليه ونصائح عمليّة

 

عند اختيار معالج بتقنية التنويم الإيحائي العلاجي، من المهم التأكد من التالي

  • االتأكد من أنّ شهادة المعالج معتمدة من منظمات مرموقة، مثل الجمعية الأمريكية للتنويم المغناطيسي العلاجي ASCH أو نقابة المنوِّمين الوطنية NGH.
  • التأكّد من أنّ المعالج قد أتمّ برامج تدريبية معتمدة.
  • معرفة سنوات الممارسة ومجال خبرة المعالج.
  • اختيار معالج لديه خبرة متخصصة بالمجال المراد معالجته .
  • أهمية العضوية في المنظمات المهنية أنها تشير إلى الالتزام بمعاييرعالية، كما تقدّم دورات دائمة للمنتسبين بهدف الاطلاع
    على ما هو جديد

المنهج والتقنيات

  • ضرورة فهم الأساليب التي يستخدمها المعالج، والتحقّق من مدى توافقها مع الأهداف العلاجية المرادة
  • معرفة ما إذا كان المعالج يدمج ما بين التنويم الإيحائي العلاجي ومناهج علاجية أخرى، كالعلاج المعرفي السلوكي CBT أو البرمجة اللغوية العصبية NLP.

الأخلاقيات والاحترافية

  • يجب التأكّد من التزام المعالج بالمبادئ الأخلاقية، بما في ذلك السرية والخصوصية، والحصول على موافقة صريحة من قبل الراغب بتلقي العلاج قبل البدء بالجلسات

التحذيرات و الاعتبارات

  • يُعدّ التنويّم الإيحائي العلاجي آمناً عند ممارسته على يدّ معالج مدرّب ومعتمد. جلسة التنويّم الإيحائي ليست شكلاً من أشكال التحكّم بالعقل أو غسيل الدماغ، كما أنّ المعالج لا يمكنه التحكّم بجسد أوعقل متلقي العلاج، فجميع التحوّلات تنبع من إرادة الأخير.ومع ذلك، قد لا يكون التنويّم الإيحائي العلاجي فعّالاً بالنسبة للجميع. لذا، على متلقي العلاج أن يكون صادقاً مع نفسه ومع معالجه، فالهدف الأساسي هو تحقيق أهداف الأول.